بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحة الله تعالى وبركاته
ها هي أيام شهر الرحمة والمغفرة تمضي، وها هي حلقات العمر تنقص في كل يوم حلقة...
فهل اغتنمت عمرك، وارضيت ربك ام ليس بعد؟؟؟
الحمد لله رب العالمين اننا قد بلغنا رمضان، ولكن المهم الآن كيف سنخرج منه..
هل سنخرج برب راض عننا ام غضبان والعياذ بالله تعالى؟؟؟
قد تقول وكيف ذلك، ونحن بشهر المغفرة والتوبة، بشهر الرحمة والعتق من النار، اقول لك نعم فمن ادرك هذا الشهر وعرف كل مافيه من الخير ثم لم يعمل ليصل إليها، او لعله وقع بالاثم والمعاصي فحسابه اشد وعقوبته اكبر، وسيخسر الخسران المبين، غير انه خسرانه لفضل هذا الشهر الكريم..
دعونا نتأمل بعض أحدايث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا ماذا نبهنا من حرصه علينا وعلى سلامة صومنا وعبادتنا لنخرج بالخير كل الخير..
فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلانِ، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ، فَأَتَيَا بِي جَبَلا وَعْرًا، فَقَالا: اصْعَدْ فَقُلْتُ: إِنِّي لا أُطِيقُهُ فَقَالا: إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ، قُلْتُ: مَا هَذِهِ الأَصْوَاتُ؟ قَالُوا: هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ انْطَلَقَا بِي، فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ، تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا، قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ. (1)
فسبحان الله، شخص يصوم طوال النهار ثم يأتي ليفطر قبل دقائق من وقت الافطار عمدا...
قمة الجرئة والتحدي، فأي انسان هذا؟؟؟ وأي ذنب ارتكب؟؟؟ وأي عقوبة يستحق؟؟؟
ثم ان من يصل رمضان ولايتمكن من استغلاله وكسب المغفرة فيه، مع كل ماتقدم من تسهيلات عن الطاعة من الله تعالى، فكم هو مفرض ومبتعد، فجاء النذير من النبي عليه الصلاة واسلام ليبين ويوضح، ان الله تعالى سهل لنا الامر على هذه الصورة لكي نكسب جميعا المغفرة في هذا الشهر، فمن لايدركها اذا هو في خسران مابعده خسران، ولن ينال ولايطمح بجنة الرضوان..
فعن أنس بن مالك قال:
ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على درجة من المنبر فقال: آمين". ثم ارتقى درجة أخرى فقال: "آمين". ثم ارتقى الثالثة فقال: "آمين". ثم جلس. قال: فسألوه: على ما أمنت يا رسول الله؟ قال: "أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، قلت: آمين. ورغم أنف امرئ أدرك أحد أبويه أو كلاهما فلم يدخل الجنة، قلت: آمين. ورغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين. (2)
وهناك اقوام ظنوا ان الصيام هو ترك الشراب والطعام، ونسوا ان رسول الانام أتى ليتمم مكارم الأخلاق، فنسوا ان المؤمن بخلقه، فبه يرقى وينال الدرجات العظام، فلم يكف لسانه عن كل انواع الأفات والأثام..
فجاء الانذار النبوي ليبين ويوضح، ان الامر ليس فقط بالجوع والعطش، وانما بتهذيب النفس وترويضها، وتدريبها بالترفع عن كل مايسفه الانسان ويحط من قدره، فمن لم يكن بهذه السوية، ومن لايسعى لهذاالهدف فليس له من صيامه شيء...
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ.(3)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ.(4)
فالحذر الحذر ياعباد الله
الحذر الحذر فقط ضاع العمر وانفاسك محسوبة عليك
اياك ان تضيع الفرصة الان فما هي إلا ايام قليلة فلتغتنمها ولاتكن من النادمين
ترفع عن السفيه من الكلام... كن شامخا باخلاقك وتصرفاتك
ولتجعل بداية حياة جديدة لك من هذا الشهر الفضيل